هل ثبت أن أباحنيفة- رحمه الله-صلى أربعين سنة صلاة الفجر بوضوء العشاء؟
(1798)
(1798)
السلام ورحمة الله وبركاته
سألني شخص عن قصة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت- رحمه الله رحمة واسعة- التي تقول:إنه صلى الفجر أربعين سنة متتالية بوضوء العشاء رغم النهي الصريح الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه من السهر طول الليل. وإليكم حديثًا نبويًّا رواه الإمام مسلم في صحيحه؛ مما يمنع السهر من أجل أداء العبادة وممارسة الطاعة.
1159 ( 186 ) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَطَاءً يَزْعُمُ، أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَصُومُ أَسْرُدُ ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ : " أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي اللَّيْلَ ؟ فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ حَظًّا، وَلِنَفْسِكَ حَظًّا، وَلِأَهْلِكَ حَظًّا، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ، وَنَمْ، وَصُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ ". قَالَ : إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ : " فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ". قَالَ : وَكَيْفَ كَانَ دَاوُدُ يَصُومُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : " كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى ". قَالَ : مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ - قَالَ عَطَاءٌ : فَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ ؟ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ ".
أليس عملُ الإمام هذا يُعَدُّ نقضًا سافرًا لأمره صلى الله عليه وسلم؟! أرجوكم أن تفيدوني إفادةً تُقْنِعُ النفسَ و تُميطُ اللثامَ عن وجه الحقيقة. ولكم مني خالص شكري وتقديري معجلًا.
محمد عثمان السهارنفوري
______________
______________
سألني شخص عن قصة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت- رحمه الله رحمة واسعة- التي تقول:إنه صلى الفجر أربعين سنة متتالية بوضوء العشاء رغم النهي الصريح الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه من السهر طول الليل. وإليكم حديثًا نبويًّا رواه الإمام مسلم في صحيحه؛ مما يمنع السهر من أجل أداء العبادة وممارسة الطاعة.
1159 ( 186 ) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَطَاءً يَزْعُمُ، أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَصُومُ أَسْرُدُ ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ، فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ : " أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي اللَّيْلَ ؟ فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ حَظًّا، وَلِنَفْسِكَ حَظًّا، وَلِأَهْلِكَ حَظًّا، فَصُمْ، وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ، وَنَمْ، وَصُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ ". قَالَ : إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ : " فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ". قَالَ : وَكَيْفَ كَانَ دَاوُدُ يَصُومُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : " كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى ". قَالَ : مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ - قَالَ عَطَاءٌ : فَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ ؟ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ ".
أليس عملُ الإمام هذا يُعَدُّ نقضًا سافرًا لأمره صلى الله عليه وسلم؟! أرجوكم أن تفيدوني إفادةً تُقْنِعُ النفسَ و تُميطُ اللثامَ عن وجه الحقيقة. ولكم مني خالص شكري وتقديري معجلًا.
محمد عثمان السهارنفوري
______________
______________
الجواب وبالله التوفيق والسداد:
قصة عبادة الإمام الأعظم أبي حنيفة أربعين سنة متتالية بوضوء العشاء طول الليل معروفة تتناقلها الألسنة و تضمها بطونُ الأسفار؛ حيث ساقها أسد بن عمرو: روي عن أسد بن عمرو قال: صلی أبوحنیفة فیما حفظ علیه صلاۃ الفجر بوضوء العشاء أربعین سنۃ۔ (عقود الجمان ۲۱۱)
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الكاغدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الحارث الحارثي البخاري ببخارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو، يقول: صلى أَبُو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه، وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة."
(تاريخ بغداد للخطیب (15 / 484)
سیر أعلام النبلاء للذھبي 399/6 )
وروی الخطیبُ عن حماد بن یوسف قال: سمعت أسد بن عمرو یقول: صلی أبوحنیفة فيما حفظ علیه صلاۃ الفجر بوضوء العشاء أربعین سنة وکان عامة اللیل یقرأ جمیع القرآن في رکعة واحدۃ حفظه أنه ختم القرآن الكريم فی الموضع الذي توفي فیہ سبعین ألف مرۃ ۔(مقدمةنورالإیضاح ،ص۴۔ سیرۃ النعمان ،ص۵۴)
وقد تكلم ابنُ المديني والبخاريُّ في أسد بن عمرو راوي القصة، بينما وثَّقه وعدَّله كبارُ أهل العلم، منهم ابنُ يحي بن معين وأحمدُ بن حنبل رحمهما الله. وبنفس الإسناد أنكر الذهبيُّ هذه الروايةَ ليجعلها قصةً مفتعلةً خرافةً مكذوبةً على الإمام. وسار الألباني والفيروزابادي وشبلي رحمهم الله سيرتَه في هذا الصدد. فقال العلامة الألباني رحمه الله:
(" أصل صفة الصلاة " (2 / 531 / ط . مكتبة المعارف) – في معرض كلامه أن المداومة على إحياء الليل كلّه خلاف سنّة النبي صلى الله عليه وسلّم وهديه - :
ولا تغتر بما روي عن أبي حنيفة رحمه الله أنه مكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء ؛فإنه مما لا أصل [له] عنه ؛ بل قال العلامة الفيروزآبادي في " الرد على المعترض" (44 / 1) :
"هذا من جملة الأكاذيب الواضحة التي لا يليق نسبتها إلى الإمام ، فما في هذا فضيلة تُذكر، وكان الأولى بمثل هذا الإمام أن يأتي بالأفضل، ولا شك أن تجديد الطهارة لكل صلاة أفضل وأتم وأكمل. هذا إن صح أنه سهر طوال الليل أربعين سنة متوالية ! وهذا أمر بالمحال أشبه، وهو من خرافات بعض المتعصبين الجهال، قالوه في أبي حنيفة وغيره، وكل ذلك مكذوب" . اهـ
قصة عبادة الإمام الأعظم أبي حنيفة أربعين سنة متتالية بوضوء العشاء طول الليل معروفة تتناقلها الألسنة و تضمها بطونُ الأسفار؛ حيث ساقها أسد بن عمرو: روي عن أسد بن عمرو قال: صلی أبوحنیفة فیما حفظ علیه صلاۃ الفجر بوضوء العشاء أربعین سنۃ۔ (عقود الجمان ۲۱۱)
أَخْبَرَنَا علي بن المحسن المعدل، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الكاغدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الحارث الحارثي البخاري ببخارى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بن الحسين البلخي، قَالَ: حَدَّثَنَا حماد بن قريش، قال: سمعت أسد بن عمرو، يقول: صلى أَبُو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء صلاة العشاء أربعين سنة، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه، وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعة آلاف مرة."
(تاريخ بغداد للخطیب (15 / 484)
سیر أعلام النبلاء للذھبي 399/6 )
وروی الخطیبُ عن حماد بن یوسف قال: سمعت أسد بن عمرو یقول: صلی أبوحنیفة فيما حفظ علیه صلاۃ الفجر بوضوء العشاء أربعین سنة وکان عامة اللیل یقرأ جمیع القرآن في رکعة واحدۃ حفظه أنه ختم القرآن الكريم فی الموضع الذي توفي فیہ سبعین ألف مرۃ ۔(مقدمةنورالإیضاح ،ص۴۔ سیرۃ النعمان ،ص۵۴)
وقد تكلم ابنُ المديني والبخاريُّ في أسد بن عمرو راوي القصة، بينما وثَّقه وعدَّله كبارُ أهل العلم، منهم ابنُ يحي بن معين وأحمدُ بن حنبل رحمهما الله. وبنفس الإسناد أنكر الذهبيُّ هذه الروايةَ ليجعلها قصةً مفتعلةً خرافةً مكذوبةً على الإمام. وسار الألباني والفيروزابادي وشبلي رحمهم الله سيرتَه في هذا الصدد. فقال العلامة الألباني رحمه الله:
(" أصل صفة الصلاة " (2 / 531 / ط . مكتبة المعارف) – في معرض كلامه أن المداومة على إحياء الليل كلّه خلاف سنّة النبي صلى الله عليه وسلّم وهديه - :
ولا تغتر بما روي عن أبي حنيفة رحمه الله أنه مكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء ؛فإنه مما لا أصل [له] عنه ؛ بل قال العلامة الفيروزآبادي في " الرد على المعترض" (44 / 1) :
"هذا من جملة الأكاذيب الواضحة التي لا يليق نسبتها إلى الإمام ، فما في هذا فضيلة تُذكر، وكان الأولى بمثل هذا الإمام أن يأتي بالأفضل، ولا شك أن تجديد الطهارة لكل صلاة أفضل وأتم وأكمل. هذا إن صح أنه سهر طوال الليل أربعين سنة متوالية ! وهذا أمر بالمحال أشبه، وهو من خرافات بعض المتعصبين الجهال، قالوه في أبي حنيفة وغيره، وكل ذلك مكذوب" . اهـ
وقد ذهب العلامةُ شبلي النعمانيّ الهنديّ في كتابه سيرة النعمان إلى نفي القصة تمامًا؛ ليَحملها محملَ الغُلو والإطراء؛ لأنه مما نسجَه الخيال وأملاه الهوى.
ولوتفحصتَ وجهَ الروايةِ التاريخيّةِ وأوغلتَ في بطنها تَجَلَّى لك أنَّ الجرحَ الذي أُوْرِدَ في جنب أسد بن عمرو راوي القصة لايتعدى إلا أن يكون مبهمًا مستورًا غيرَ مكشوف وذلك لايُعْتَدُّ به في إبطالِ روايةٍ كما هو معروف لدى المحدثين.
يُقْبَلُ التعديلُ من غير ذكر سببه؛لأن أسبابه كثيرة [و] لا سيما ما يتعلق بالنفي فيشق تعدادها.
ولا يُقبل الجرح( إلا مفسَّرًا لاختلاف الناس في موجبه. هذا هو الصحيح المختار فيهما، و به قال الشافعي (الكفاية))(1/100)، و((مقدمة بن الصلاح))(1/106)، و ((تدريب الراوي))(1/359).
((ضوابط الجرح والتعديل)) (ص 23) .
((فتح المغيث))(4/362).
ولوتفحصتَ وجهَ الروايةِ التاريخيّةِ وأوغلتَ في بطنها تَجَلَّى لك أنَّ الجرحَ الذي أُوْرِدَ في جنب أسد بن عمرو راوي القصة لايتعدى إلا أن يكون مبهمًا مستورًا غيرَ مكشوف وذلك لايُعْتَدُّ به في إبطالِ روايةٍ كما هو معروف لدى المحدثين.
يُقْبَلُ التعديلُ من غير ذكر سببه؛لأن أسبابه كثيرة [و] لا سيما ما يتعلق بالنفي فيشق تعدادها.
ولا يُقبل الجرح( إلا مفسَّرًا لاختلاف الناس في موجبه. هذا هو الصحيح المختار فيهما، و به قال الشافعي (الكفاية))(1/100)، و((مقدمة بن الصلاح))(1/106)، و ((تدريب الراوي))(1/359).
((ضوابط الجرح والتعديل)) (ص 23) .
((فتح المغيث))(4/362).
وفي جانب آخر مال كبارُ المحدثين كمثل ابن معين وأحمد بن حنبل رحمهما الله إلى تعديله وتوثيقه؛ مما يَفْرِضُ أن تكون روايةُ أسد بن عمرو صحيحةً سليمةً صالحةً للاحتجاج. يقول محمد بن سعد عنه :
أسد بن عمرو البجلي ، من أنفسهم ويكنى أبا المنذر وكان عنده حديث كثير وهو ثقة إن شاء الله وكان قد صحب أبا حنيفة وتفقه وكان من أهل الكوفة فقدم به بغداد فولي قضاء مدينة الشرقية بعد العوفي .
{كتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد .
الطبقة الثامنة
تحت عنوان : "وكان بالمدائن من المحدثين والفقهاء"}
وجاء في الطبقات السنية في تراجم الحنفية:
465 - أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن عامر بن أسلم
أبو المنذر، وقيل أبو عمرو، القشيري، البجلي، الكوفي ،صاحب الإمام، وأحد الأئمة الأعلام.
سمع الإمام الأعظم أبا حنيفة، ومطرف بن طريف، وحجاج بن أرطأة، وغيرهم.
وروى عنه أحمد بن حنبل، ومحد بن بكار بن الريان، وأحمد منيع، وأحمد بن محمد الزعفراني، وغيرهم.
قال محمد بن سعد: أسد بن عمرو البجلي، من أنفسهم، يُكنى أبا المنذر، وكان عنده حديث كثير، وهو ثقة.
وكان قد صحب أبا حنيفة، وتفقه، وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد، فولي قضاءَ مدينة الشرقية بعد العوفي.
وولى أيضاً قضاء واسط، ووثقه أحمد بن حنبل، والمشهور عن يحيى بن معين في حقه التوثيق، فلا يُلتفت إلى من ضعفه.
روى عباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه كان يقول: كان أسد بن عمرو صدوقاً، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، وكان سمع من مطرف، ويزيد بن أبي زياد، وولى القضاء، فأنكر من بصره شيئاً، فرد عليهم القمطر، واعتزل القضاء.
قال عباس: وجعل يحيى يقول: رحمه الله، رحمه الله.
وفي "الجواهر المضية"، أن الطحاوي، قال: كتب إلى ابن أبي ثور، يحدثني عن سليمان بن عمران، حدثني أسد بن الفرات، قال: كان أصحاب أبي حنيفة الذين دونوا الكتب أربعين رجلاً، فكان في العشرة المتقدمين: أبو يوسف، وزُفر، وداود الطائي، وأسد بن عمرو، ويوسف بن خالد السمتي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهو الذي كان يكتبها لهم ثلاثين سنة.
وولي أسدٌ القضاءَ بواسط، فيما ذكره الخطيب، ووليَ قضاءَ بغداد بعد أبي يوسف للرشيد، وحج معه معادلًا له.
قال الطحاوي: سمعت بكار بن قُتيبة، يقول: سمعت هلال بن يحيى الرأي، يقول: كنت أطوف بالبيت، فرأيت هارون الرشيد يطوف مع الناس، ثم قصد إلى الكعبة، فدخل معه بنو عمه.قال: فرأيتهم جميعاً قياماً وهو قاعد، وشيخٌ قاعد معه أمامه، فقلت لبعض من كان معي: من هذا الشيخ؟ فقال لي: هذا أسد بن عمرو قاضيه.فعلمت أن لا مرتبة بعد الخلافة أجل من القضاء.واختلف في وفاته، فقيل: سنة ثمان وثمانين ومائة، وقيل: سنة تسعين ومائة، والله تعالى أعلم.{الطبقات السنية في تراجم الحنفية.}
وكذلك ذكر كثير من كبار الأئمة وفحول رجال الحديث في كتبهم، منهم الإمام النووي رحمه الله في تهذيب الأسماء(704) والعلامة الدميري رحمه الله في حياة الحيوان (1/122) والعسقلاني رحمه الله في تهذيب التهذيب (10/450) والسيوطي رحمه الله في تبييض الصحيفة (15) والقاضي حسين بن محمد ديار المالكي رحمه الله في تاريخ الخميس (2/366) وعبدالوهاب الشعراني الحنبلي رحمه الله في كتاب الميزان(1/61) وابن حجر مكي رحمه الله في الخيرات الحسان (36) فساقوا جميعًا فيها: أن الإمام الأعظم أبا حنيفة- رحمه الله رحمة واسعة- صلى الفجر أربعين سنة بوضوء العشاء فلايصح الجحود بها بتاتًا في ضوء شواهد التاريخ ومبادئه.
ولو كان الإكثار من أداء العبادة بدعةً تناهض السنة فلانرمي بها الإمامَ الأعظمَ وحده!!! لأنه لم يكن بدعًا من الصالحين الزاهدين وإنما وقعت نوادرُ القصص وخوارقُها لأناس عابدين صالحين طيبين تبعثُ العجبَ كما تناولتْها عددٌ من كتب التراجم. يقول الشيخ الصالح والعبد الفالح عبدالقادر الجيلاني رحمه الله في كتابه غنية الطالبين: مما جاء بسند صحيح أن أربعين تابعيًّا صلوا الفجر أربعين سنةً بوضوء العشاء.حيث قال:
وقد ذكر عن أربعين رجلا من التابعين أنهم كانوا يحيون الليل كله ويصلون صلوة الغداة بوضوء العشاء الأخرة أربعين سنة.صح النقل عنهم.واشتهر منهم :
سعيد بن جبير وصفوان بن سليم وأبو حازم ومحمد بن المنكدر من أهل المدينة .
وفضيل بن عياض ووهب بن الورد من أهل مكة.
وطاؤس ووهب بن المنبه من أهل اليمن .
والربيع بن الخيثم والحكم من أهل الكوفة.
وأبو سليمان الداراني وعلي بن البكار من أهل الشام .
وأبو عبد الله الخواص وأبو عاصم من أهل عبادان.
وحبيب أبو محمد وأبو جائز السليماني من أهل فارس.
ومالك بن دينار وسليمان التيمي ويزيد الرقاشي وحبيب بن أبي ثابت ويحي البكاء من أهل البصرة وغيرهم ممن يطول ذكرهم رحمة الله عليهم ورضوانه. {غنية الطالبين للجيلاني الحنبلي ص: 496 بتحقيق مبشر اللاهوري}
أسد بن عمرو البجلي ، من أنفسهم ويكنى أبا المنذر وكان عنده حديث كثير وهو ثقة إن شاء الله وكان قد صحب أبا حنيفة وتفقه وكان من أهل الكوفة فقدم به بغداد فولي قضاء مدينة الشرقية بعد العوفي .
{كتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد .
الطبقة الثامنة
تحت عنوان : "وكان بالمدائن من المحدثين والفقهاء"}
وجاء في الطبقات السنية في تراجم الحنفية:
465 - أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن عامر بن أسلم
أبو المنذر، وقيل أبو عمرو، القشيري، البجلي، الكوفي ،صاحب الإمام، وأحد الأئمة الأعلام.
سمع الإمام الأعظم أبا حنيفة، ومطرف بن طريف، وحجاج بن أرطأة، وغيرهم.
وروى عنه أحمد بن حنبل، ومحد بن بكار بن الريان، وأحمد منيع، وأحمد بن محمد الزعفراني، وغيرهم.
قال محمد بن سعد: أسد بن عمرو البجلي، من أنفسهم، يُكنى أبا المنذر، وكان عنده حديث كثير، وهو ثقة.
وكان قد صحب أبا حنيفة، وتفقه، وكان من أهل الكوفة، فقدم بغداد، فولي قضاءَ مدينة الشرقية بعد العوفي.
وولى أيضاً قضاء واسط، ووثقه أحمد بن حنبل، والمشهور عن يحيى بن معين في حقه التوثيق، فلا يُلتفت إلى من ضعفه.
روى عباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه كان يقول: كان أسد بن عمرو صدوقاً، وكان يذهب مذهب أبي حنيفة، وكان سمع من مطرف، ويزيد بن أبي زياد، وولى القضاء، فأنكر من بصره شيئاً، فرد عليهم القمطر، واعتزل القضاء.
قال عباس: وجعل يحيى يقول: رحمه الله، رحمه الله.
وفي "الجواهر المضية"، أن الطحاوي، قال: كتب إلى ابن أبي ثور، يحدثني عن سليمان بن عمران، حدثني أسد بن الفرات، قال: كان أصحاب أبي حنيفة الذين دونوا الكتب أربعين رجلاً، فكان في العشرة المتقدمين: أبو يوسف، وزُفر، وداود الطائي، وأسد بن عمرو، ويوسف بن خالد السمتي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وهو الذي كان يكتبها لهم ثلاثين سنة.
وولي أسدٌ القضاءَ بواسط، فيما ذكره الخطيب، ووليَ قضاءَ بغداد بعد أبي يوسف للرشيد، وحج معه معادلًا له.
قال الطحاوي: سمعت بكار بن قُتيبة، يقول: سمعت هلال بن يحيى الرأي، يقول: كنت أطوف بالبيت، فرأيت هارون الرشيد يطوف مع الناس، ثم قصد إلى الكعبة، فدخل معه بنو عمه.قال: فرأيتهم جميعاً قياماً وهو قاعد، وشيخٌ قاعد معه أمامه، فقلت لبعض من كان معي: من هذا الشيخ؟ فقال لي: هذا أسد بن عمرو قاضيه.فعلمت أن لا مرتبة بعد الخلافة أجل من القضاء.واختلف في وفاته، فقيل: سنة ثمان وثمانين ومائة، وقيل: سنة تسعين ومائة، والله تعالى أعلم.{الطبقات السنية في تراجم الحنفية.}
وكذلك ذكر كثير من كبار الأئمة وفحول رجال الحديث في كتبهم، منهم الإمام النووي رحمه الله في تهذيب الأسماء(704) والعلامة الدميري رحمه الله في حياة الحيوان (1/122) والعسقلاني رحمه الله في تهذيب التهذيب (10/450) والسيوطي رحمه الله في تبييض الصحيفة (15) والقاضي حسين بن محمد ديار المالكي رحمه الله في تاريخ الخميس (2/366) وعبدالوهاب الشعراني الحنبلي رحمه الله في كتاب الميزان(1/61) وابن حجر مكي رحمه الله في الخيرات الحسان (36) فساقوا جميعًا فيها: أن الإمام الأعظم أبا حنيفة- رحمه الله رحمة واسعة- صلى الفجر أربعين سنة بوضوء العشاء فلايصح الجحود بها بتاتًا في ضوء شواهد التاريخ ومبادئه.
ولو كان الإكثار من أداء العبادة بدعةً تناهض السنة فلانرمي بها الإمامَ الأعظمَ وحده!!! لأنه لم يكن بدعًا من الصالحين الزاهدين وإنما وقعت نوادرُ القصص وخوارقُها لأناس عابدين صالحين طيبين تبعثُ العجبَ كما تناولتْها عددٌ من كتب التراجم. يقول الشيخ الصالح والعبد الفالح عبدالقادر الجيلاني رحمه الله في كتابه غنية الطالبين: مما جاء بسند صحيح أن أربعين تابعيًّا صلوا الفجر أربعين سنةً بوضوء العشاء.حيث قال:
وقد ذكر عن أربعين رجلا من التابعين أنهم كانوا يحيون الليل كله ويصلون صلوة الغداة بوضوء العشاء الأخرة أربعين سنة.صح النقل عنهم.واشتهر منهم :
سعيد بن جبير وصفوان بن سليم وأبو حازم ومحمد بن المنكدر من أهل المدينة .
وفضيل بن عياض ووهب بن الورد من أهل مكة.
وطاؤس ووهب بن المنبه من أهل اليمن .
والربيع بن الخيثم والحكم من أهل الكوفة.
وأبو سليمان الداراني وعلي بن البكار من أهل الشام .
وأبو عبد الله الخواص وأبو عاصم من أهل عبادان.
وحبيب أبو محمد وأبو جائز السليماني من أهل فارس.
ومالك بن دينار وسليمان التيمي ويزيد الرقاشي وحبيب بن أبي ثابت ويحي البكاء من أهل البصرة وغيرهم ممن يطول ذكرهم رحمة الله عليهم ورضوانه. {غنية الطالبين للجيلاني الحنبلي ص: 496 بتحقيق مبشر اللاهوري}
إذًا، هل هناك طعَّانٌ جَسورٌ يمتشقُ سهامَ الطعن في أربعين تابعيًّا ويقدح في نفوسهم؟
واستفاض العلامة عبدالحي اللكنوي رحمه الله في كتابه إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة، فأتى بكل ما يستفاد ويستطاب من غرر النقول وبدائع الفوائد .
فإن الله تعالى يهب عباده الصالحين شوقًا غامرًا فيَّاضًا يدفعهم إلى الإكثار من ممارسة العبادة ويبارك في عمرهم ووقتهم فيؤدون جلائلَ الطاعات في وقت يسير مما لايتطرق إليه عامةُ العقول.
ومما يؤسفنا كثيرا أن بعضا من الكسالى والبطالين إذا سمعوا بأخبار اجتهاد السلف الأبرار في قيام الليل ، ظنوا ذلك نوعاً من التنطع والتشدد وتكليف النفس مالا يطاق، وهذا جهل وضلال، لأننا لمّا ضعف إيماننا وفترت عزائمنا ، وخمدت أشواقنا إلى الجنان، وقل خوفنا من النيران، ركنا إلى الراحة والكسل والنوم والغفلة ، وصرنا إذا سمعنا بأخبار الزهّاد والعّباد وما كانوا عليه من تشمير واجتهاد في الطاعات نستغرب تلك الأخبار ونستنكرها، ولا عجب فكل إناء بالذي فيه ينضح، فلما كانت قلوب السلف معلقة باللطيف القهار، وهممهم موجهة إلى دار القرار، سطروا لنا تلك المفاخر العظام، وخلفوا لنا تلك النماذج الكرام، ونحن لمّا ركنا إلى الدنيا، وتنافسنا على حطامها ، صرنا إلى شر حال.
واستفاض العلامة عبدالحي اللكنوي رحمه الله في كتابه إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة، فأتى بكل ما يستفاد ويستطاب من غرر النقول وبدائع الفوائد .
فإن الله تعالى يهب عباده الصالحين شوقًا غامرًا فيَّاضًا يدفعهم إلى الإكثار من ممارسة العبادة ويبارك في عمرهم ووقتهم فيؤدون جلائلَ الطاعات في وقت يسير مما لايتطرق إليه عامةُ العقول.
ومما يؤسفنا كثيرا أن بعضا من الكسالى والبطالين إذا سمعوا بأخبار اجتهاد السلف الأبرار في قيام الليل ، ظنوا ذلك نوعاً من التنطع والتشدد وتكليف النفس مالا يطاق، وهذا جهل وضلال، لأننا لمّا ضعف إيماننا وفترت عزائمنا ، وخمدت أشواقنا إلى الجنان، وقل خوفنا من النيران، ركنا إلى الراحة والكسل والنوم والغفلة ، وصرنا إذا سمعنا بأخبار الزهّاد والعّباد وما كانوا عليه من تشمير واجتهاد في الطاعات نستغرب تلك الأخبار ونستنكرها، ولا عجب فكل إناء بالذي فيه ينضح، فلما كانت قلوب السلف معلقة باللطيف القهار، وهممهم موجهة إلى دار القرار، سطروا لنا تلك المفاخر العظام، وخلفوا لنا تلك النماذج الكرام، ونحن لمّا ركنا إلى الدنيا، وتنافسنا على حطامها ، صرنا إلى شر حال.
العلماء الزهاد الأبرار الذين قيل
فيهم: إنَّهم صلَّوْا صلاة الصبح (الفجر) بوضوء العشاء.
بحسب حروف المعجم
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
فيهم: إنَّهم صلَّوْا صلاة الصبح (الفجر) بوضوء العشاء.
بحسب حروف المعجم
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
1) ابن المغلس الداودي: قال الدارقطني : [شذرات الذهب في أخبار من ذهب (2 / 299)] إنه أفقه المشايخ، وإنه لم يرَ مثله؛ أقام أربعين سنة لا ينام الليل، ويُصلي الصبحَ بوضوء العشاء.
2) أبو الخير القزويني الطالقاني: قال أبو القاسم الصوفي : [ طبقات الشافعية الكبرى (6 / 10).] صلَّى شيخنا القزويني بالناس صلاةَ الفجر بوضوء العشاء.
3) أبو حنيفة: قال أبو يحيى الحماني، عن بعض أصحابه: إنَّ أبا حنيفة كان يُصلي الفجر بوضوء العشاء، وقال أسد بن عمرو : صلى أبو حنيفة - فيما حفظ عليه - صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة[ البداية والنهاية (10 / 107)، وانظر: التكميل في الجرح والتَّعديل ومعرفة الثقات والضُّعفاء والمجاهيل (1 / 377 - محقَّق) لابن كثير.تاريخ بغداد (13 / 355) للخطيب.
تهذيب الكمال (29 / 434) للمزي، وانظر: تاريخ ابن الوردي (1 / 188)
4) تاج الدين عبدالوهاب الذاكر المصري؛ قال عند موته : [ شذرات الذهب في أخبار من ذهب (8 / 110)، والبداية والنهاية (1 / 163).] لي أربعون سنةً أُصلِّي الصبح بوضوء العشاء.
5) سعيد بن المسيب؛ قيل : [ وفَيَات الأعيان (2 / 375)]
إنه صلى الصبح بوضوء العشاء خمسين سنة.
6) سليمان بن ترجان أبو القاسم التيمي؛ قيل : [النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة؛ لابن تغري بردي.] كان يُصلي الغداة بوضوء العشاء سنين عديدة.
7) سليمان بن طرخان التيمي؛ ذكر ابن سعد : [الطبقات الكبرى (7 / 253).] أنه كان يُصلي الليل كله، ثم يصلي الغداة بوضوء العشاء الآخرة، وقال ابن الجوزي : [صفة الصفوة (3 / 296).]كان من العبَّاد المجتهدين، يُصلي الغداة بوضوء العشاء الآخرة، وقال معتمر بن سليمان : [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3 / 28)، وشعب الإيمان (4 / 530)، وصفة الصفوة (3 / 297)، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب (1 / 206) لابن العماد، والعِبَر في خبر من غبر (1 / 195)، وتذكرة الحفاظ (1 / 151)، وتاريخ الإسلام ووَفَيَات المشاهير والأعلام (3 / 879).] مكث أبي أربعين سنة يصوم يومًا ويُفطِر يومًا، ويُصلي الصبح بوضوء العشاء.
8) السيد أحمد البخاري العارف بالله تعالى الشريف الحسيني؛ قال الشيخ الإلهي : [ شذرات الذهب في أخبار من ذهب (8 / 105)، والبداية والنهاية (1 / 94)] إن السيد أحمد البخاري صلَّى بنا الفجر بوضوء العشاء ست سنين.
9) عبدالرحمن بن الأسود النخعي؛ قال محمد بن إسحاق : [كتاب التهجُّد وقيام الليل (ص: 199) لابن أبي الدنيا، وصفة الصفوة (3 / 95)، وتهذيب الكمال (16 / 532) للمزي، وتهذيب التهذيب (21 / 140).] قدم علينا عبدالرحمن بن الأسود بن يزيد حاجًّا، فاعتلَّت إحدى قدميه، فقام يُصلي - حتى أصبح - على قدم، قال: وصلى الفجر بوضوء العشاء.
10) عبدالله أبو القاسم الخفاف، المعروف بابن النقيب البغدادي؛ قيل : [البداية والنهاية (12 / 18)، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.] مكث دهرًا طويلًا يُصلي الفجر بوضوء العشاء.
11) عبدالواحد بن زيد البصري؛ قيل : [البداية والنهاية (12 / 18)، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1 / 280)، والعِبَر في خبر من غبر (1 / 270).]: إنه صلى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة.
12) مالك؛ في تاريخ المنتجالي : [نقلًا عن إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال (11 / 30) لمغلطاي.] أقام بضعًا وأربعين سنة، قلَّما يُصلي الصبح إلا بوضوء العشاء.
13) محمد بن إبراهيم بن عبدوس فقيه المغرب؛ قال عبدُالله بن إسحاق بن التبان : [سير أعلام النبلاء (13 / 64).
] إن ابن عبدوس أقام أربع عشرة سنة يُصلي الصبح بوضوء العشاء.
14) منصور بن زاذان؛ قال هشيم : [كتاب التهجد وقيام الليل (ص: 455)؛ لابن أبي الدنيا.] مكث منصور بن زاذان يصلي الفجر بوضوء العشاء الآخرة عشرين سنة.
15) هاشم بن بشير أبو معاوية السلمي الواسطي؛ قيل : [البداية والنهاية (10 / 184).] إنه مكَث يُصلي الصبح بوضوء العشاء قبل أن يموت بعشر سنين.
16) هشيم؛ قال ابن أبي الدنيا : [تهذيب الكمال (30 / 287)، وشذرات الذهب (1 / 396)، وسير أعلام النبلاء (8 / 290)، والعبر في خبر من غبر (1 / 286)، وتاريخ الإسلام ووَفَيَات المشاهير والأعلام (4 / 992)، وميزان الاعتدال؛ للذهبي (4 / 307)، وانظر: التكميل في الجرح والتَّعديل ومعرفة الثقات والضُّعفاء والمجاهِيل (2 / 8).] حدثني مَن سمع عمرو بن عون يقول: مكث هشيم يُصلي الفجر بوضوء العشاء الآخرة قبل موته عشرين سنة.
17) وهب بن منبه؛ قال : [مصنَّف عبدالرزاق (1 / 56).]
إني لأصلي الظهر بوضوء العشاء، وقيل : [ التكميل في الجرح والتَّعديل ومعرفة الثقات والضُّعفاء والمجاهيل (2 / 140).] مكَث عشرين سنة يُصلي الصبح بوضوء العشاء، وقال ابن الجوزي : [صفة الصفوة (2 / 294).] وقد رُوينا في ترجمة طاوس أن وهب بن منبه صلى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة، وقال عبدُالصمد بن معقل : [الثقات (5 / 488)؛ لابن حبان.] مكَثَ وهب بن منبه أربعين سنة يصلى الصبح بوضوء العشاء، وعنه - أيضًا - قال : [ تهذيب الكمال (31 / 145)، وسير أعلام النبلاء (4 / 547)، وتاريخ الإسلام ووَفيات المشاهير والأعلام (3 / 334)؛ للذهبي.] صحبتُ عمي وهبًا أشهرًا يصلي الغداة بوضوء العشاء.
18) يزيد بن هارون بن زادي : [بحر الدم (ص: 177)
بحر الدم (ص: 177)] صلى صلاة الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة.
{مستفاد من شبكة الألوكة الثقافية}
2) أبو الخير القزويني الطالقاني: قال أبو القاسم الصوفي : [ طبقات الشافعية الكبرى (6 / 10).] صلَّى شيخنا القزويني بالناس صلاةَ الفجر بوضوء العشاء.
3) أبو حنيفة: قال أبو يحيى الحماني، عن بعض أصحابه: إنَّ أبا حنيفة كان يُصلي الفجر بوضوء العشاء، وقال أسد بن عمرو : صلى أبو حنيفة - فيما حفظ عليه - صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة[ البداية والنهاية (10 / 107)، وانظر: التكميل في الجرح والتَّعديل ومعرفة الثقات والضُّعفاء والمجاهيل (1 / 377 - محقَّق) لابن كثير.تاريخ بغداد (13 / 355) للخطيب.
تهذيب الكمال (29 / 434) للمزي، وانظر: تاريخ ابن الوردي (1 / 188)
4) تاج الدين عبدالوهاب الذاكر المصري؛ قال عند موته : [ شذرات الذهب في أخبار من ذهب (8 / 110)، والبداية والنهاية (1 / 163).] لي أربعون سنةً أُصلِّي الصبح بوضوء العشاء.
5) سعيد بن المسيب؛ قيل : [ وفَيَات الأعيان (2 / 375)]
إنه صلى الصبح بوضوء العشاء خمسين سنة.
6) سليمان بن ترجان أبو القاسم التيمي؛ قيل : [النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة؛ لابن تغري بردي.] كان يُصلي الغداة بوضوء العشاء سنين عديدة.
7) سليمان بن طرخان التيمي؛ ذكر ابن سعد : [الطبقات الكبرى (7 / 253).] أنه كان يُصلي الليل كله، ثم يصلي الغداة بوضوء العشاء الآخرة، وقال ابن الجوزي : [صفة الصفوة (3 / 296).]كان من العبَّاد المجتهدين، يُصلي الغداة بوضوء العشاء الآخرة، وقال معتمر بن سليمان : [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3 / 28)، وشعب الإيمان (4 / 530)، وصفة الصفوة (3 / 297)، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب (1 / 206) لابن العماد، والعِبَر في خبر من غبر (1 / 195)، وتذكرة الحفاظ (1 / 151)، وتاريخ الإسلام ووَفَيَات المشاهير والأعلام (3 / 879).] مكث أبي أربعين سنة يصوم يومًا ويُفطِر يومًا، ويُصلي الصبح بوضوء العشاء.
8) السيد أحمد البخاري العارف بالله تعالى الشريف الحسيني؛ قال الشيخ الإلهي : [ شذرات الذهب في أخبار من ذهب (8 / 105)، والبداية والنهاية (1 / 94)] إن السيد أحمد البخاري صلَّى بنا الفجر بوضوء العشاء ست سنين.
9) عبدالرحمن بن الأسود النخعي؛ قال محمد بن إسحاق : [كتاب التهجُّد وقيام الليل (ص: 199) لابن أبي الدنيا، وصفة الصفوة (3 / 95)، وتهذيب الكمال (16 / 532) للمزي، وتهذيب التهذيب (21 / 140).] قدم علينا عبدالرحمن بن الأسود بن يزيد حاجًّا، فاعتلَّت إحدى قدميه، فقام يُصلي - حتى أصبح - على قدم، قال: وصلى الفجر بوضوء العشاء.
10) عبدالله أبو القاسم الخفاف، المعروف بابن النقيب البغدادي؛ قيل : [البداية والنهاية (12 / 18)، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.] مكث دهرًا طويلًا يُصلي الفجر بوضوء العشاء.
11) عبدالواحد بن زيد البصري؛ قيل : [البداية والنهاية (12 / 18)، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.شذرات الذهب في أخبار من ذهب (1 / 280)، والعِبَر في خبر من غبر (1 / 270).]: إنه صلى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة.
12) مالك؛ في تاريخ المنتجالي : [نقلًا عن إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال (11 / 30) لمغلطاي.] أقام بضعًا وأربعين سنة، قلَّما يُصلي الصبح إلا بوضوء العشاء.
13) محمد بن إبراهيم بن عبدوس فقيه المغرب؛ قال عبدُالله بن إسحاق بن التبان : [سير أعلام النبلاء (13 / 64).
] إن ابن عبدوس أقام أربع عشرة سنة يُصلي الصبح بوضوء العشاء.
14) منصور بن زاذان؛ قال هشيم : [كتاب التهجد وقيام الليل (ص: 455)؛ لابن أبي الدنيا.] مكث منصور بن زاذان يصلي الفجر بوضوء العشاء الآخرة عشرين سنة.
15) هاشم بن بشير أبو معاوية السلمي الواسطي؛ قيل : [البداية والنهاية (10 / 184).] إنه مكَث يُصلي الصبح بوضوء العشاء قبل أن يموت بعشر سنين.
16) هشيم؛ قال ابن أبي الدنيا : [تهذيب الكمال (30 / 287)، وشذرات الذهب (1 / 396)، وسير أعلام النبلاء (8 / 290)، والعبر في خبر من غبر (1 / 286)، وتاريخ الإسلام ووَفَيَات المشاهير والأعلام (4 / 992)، وميزان الاعتدال؛ للذهبي (4 / 307)، وانظر: التكميل في الجرح والتَّعديل ومعرفة الثقات والضُّعفاء والمجاهِيل (2 / 8).] حدثني مَن سمع عمرو بن عون يقول: مكث هشيم يُصلي الفجر بوضوء العشاء الآخرة قبل موته عشرين سنة.
17) وهب بن منبه؛ قال : [مصنَّف عبدالرزاق (1 / 56).]
إني لأصلي الظهر بوضوء العشاء، وقيل : [ التكميل في الجرح والتَّعديل ومعرفة الثقات والضُّعفاء والمجاهيل (2 / 140).] مكَث عشرين سنة يُصلي الصبح بوضوء العشاء، وقال ابن الجوزي : [صفة الصفوة (2 / 294).] وقد رُوينا في ترجمة طاوس أن وهب بن منبه صلى الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة، وقال عبدُالصمد بن معقل : [الثقات (5 / 488)؛ لابن حبان.] مكَثَ وهب بن منبه أربعين سنة يصلى الصبح بوضوء العشاء، وعنه - أيضًا - قال : [ تهذيب الكمال (31 / 145)، وسير أعلام النبلاء (4 / 547)، وتاريخ الإسلام ووَفيات المشاهير والأعلام (3 / 334)؛ للذهبي.] صحبتُ عمي وهبًا أشهرًا يصلي الغداة بوضوء العشاء.
18) يزيد بن هارون بن زادي : [بحر الدم (ص: 177)
بحر الدم (ص: 177)] صلى صلاة الصبح بوضوء العشاء أربعين سنة.
{مستفاد من شبكة الألوكة الثقافية}
قال النووي رحمه الله: ختَمَ بعضُهم القرآن في اليوم والليلة ثماني ختمات، أربعًا في الليل وأربعًا في النهار. ( الأذكار للنووي كتاب تلاوة القرآن الكريم ص: 138)
وحكى عبدالوهاب الشعراني في اليواقيت والجواهر عن نفسه أنه طالَعَ الفتوحات وهي عشرة مجلدات ضخمة كل يوم مرتين.( مجموعة رسائل اللكنوي. إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة2/188)
لماذا هذا الصمت المطبق من أهل الظواهر تجاه صور من العبادة التي قام بها رجال الخير والصلاح والولاء والتقى في مختلف أجزاء المعمورة. ولم يزل العلماء يتناقلونهم شحذا للهمم واعلاءا لها .فلذة الخلوة بالمولى لايتذوقها إلا من كان قلبه معلقا باللطيف القهار وهمه موجها إلى دار القرار !!
وحكى عبدالوهاب الشعراني في اليواقيت والجواهر عن نفسه أنه طالَعَ الفتوحات وهي عشرة مجلدات ضخمة كل يوم مرتين.( مجموعة رسائل اللكنوي. إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة2/188)
لماذا هذا الصمت المطبق من أهل الظواهر تجاه صور من العبادة التي قام بها رجال الخير والصلاح والولاء والتقى في مختلف أجزاء المعمورة. ولم يزل العلماء يتناقلونهم شحذا للهمم واعلاءا لها .فلذة الخلوة بالمولى لايتذوقها إلا من كان قلبه معلقا باللطيف القهار وهمه موجها إلى دار القرار !!
وأما الحديث الذي ورد النهيُ فيه عن الإفراط من التعبد فله معنى آخر استنبطه المحققون فقالوا: إن الإدمانَ من ممارسة العبادة يؤدي في أغلب الأحيان إلى تقليلها فنالته يدُ المنع والحظر من الشريعة؛ وإن كان الإكثارُ منها مباحًا أصلًا يطلبُه الإسلامُ من أبنائه ممن لايتوانى جسمُه ولايتراخى؛ بل يزدادُ قلبُه حرصًا على الطاعة على مر الأيام. وكانت أقواله صلى الله عليه وسلم تتأتَّى حسب ما يَرى ميولَ الصحابة وأمزجتهم؛ فيأتي رجلٌ ليستأذنه بالخروج غازيًا في سبيل الله فيقول عليه الصلاة والسلام: عليك بأمك. ولا يأمره به أمرًا عامًا يشمل أفرادَ الأمة بأنواعها كل حين. فيجوز أن يُحمل النهيُ عن السهر طول الليل من أجل العبادة محملَ الخصوص نظرًا إلى مراعاة نفسيّةِ شخصيّةٍ.
قال الشاطبي [في كتابه الاعتصام (1 / 308)، وبنحوه في الموافقات (2 / 140)]: "وكم من رجل صلى الصبح بوضوء العشاء!"، وقال النووي في إعانة الطالبين [1 / 308]: "وقد صلى خلائق منهم الفجر بوضوء العشاء، رضي الله عنهم"، وقال صاحب تحفة المحتاج في شرح المنهاج: "اشتهر عن خلائق من التابعين وغيرهم صلاة الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة أو أقل أو أكثر".
*هل ادامة صلوة الصبح بوضوء العشاء تخالف السنة ؟*
قال الشاطبي [في كتابه الاعتصام (1 / 308)، وبنحوه في الموافقات (2 / 140)]: "وكم من رجل صلى الصبح بوضوء العشاء!"، وقال النووي في إعانة الطالبين [1 / 308]: "وقد صلى خلائق منهم الفجر بوضوء العشاء، رضي الله عنهم"، وقال صاحب تحفة المحتاج في شرح المنهاج: "اشتهر عن خلائق من التابعين وغيرهم صلاة الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة أو أقل أو أكثر".
*هل ادامة صلوة الصبح بوضوء العشاء تخالف السنة ؟*
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله [في كتابه الاعتصام (1 / 311 - 312) ]: "وأما ما نُقل عنهم من إدامة صلاة الصبح بوضوء العشاء، وقيام جميع الليل، وصيام الدهر ونحوه، فيحتمل أن يكون على الشرط المذكور، وهو: ألا يلتزم ذلك، وإنما يدخل في العمل حالًا يَغتنم نشاطه، فإذا أتى زمان آخر وجد فيه النشاط - أيضًا - ولم يخلَّ بما هو أولى، عمل به كذلك، فيتفق أن يدوم له هذا النشاط زمانًا طويلًا، وفي كل حالة هو في فسحة الترك، لكنه يَنتهز الفرصة مع الأوقات، فلا بُعْدَ في أن يَصحبه النشاط إلى آخر العمر؛ فيظنه الظان التزامًا، وليس بالتزام"، وقال [في الموافقات (2 / 141)]: "ما ذكر عن الأولين من الأعمال الشاقة التي لا يُطيقها إلا الأفراد؛ هيَّأهم الله لها وهيأها لهم وحبَّبها إليهم، *ولم يكونوا بذلك مخالفين للسنَّة، بل كانوا معدودين في السابقين، جعلنا الله منهم؛ وذلك لأنَّ العلة التي لأجلها نهي عن العمل الشاق مفقودة في حقِّهم، فلم ينتهض النهي في حقهم"* .
ويحلو لي في هذا الصدد أن أسْرُدَ كلامًا نفيسًا ممتعا ساقه العلامةُ الكبيرُ والمربي النبيلُ الشيخ أشرف علي التهانوي- رحمه الله- المعروف بحكيم الأمة في الديار الهنديّة ردًّا على سؤالٍ وجَّهه إليه عالمٌ من علماء المسلمين في الهند:
*معنى النهي عن اكثار العبادة*
نعم، قال المحققون بشأن النهي عن الإكثار من العبادة الذي جاء به الحديث: إنَّ المنعَ عن الإكثار من العبادة يعني المنعَ عن تقليل حجم العبادة؛ لأن الإفراط منها يفضي إلى تقليل حجمها انطلاقًا من السآمة والضجر وتكاسل النفس وتثاقل المفاصل رغم أن الإكثار من التعبد أمر مرضي مطلوب لدى الدين الحنيف، و ليس مما يُمْنَعُ عنه. وهذا الأمر يسري في جميع شؤون الحياة، كما نرى بعضَ طلبة العلوم الشرعيّة يعكفون على دراسة الكتب ليلًا ونهارًا فلايلبثون إلا قليلًا مما يؤدي بهم إلى حرمانهم الجزء اللازم من الاستفادة فينبغي أن يكتفوا بالقليل من الكثير واليسير من الكبير. وأذكر مثالًا ضربه لي الشيخ محمد يعقوب رحمه الله أنَّ الصبيان يلعبون بالدوّارة فيرمونها و ينطوي عليها قليلٌ من الخيوط لِيَسْتَرِدُّوْهَا متى شاؤوا. كذلك إذا أُكِلَ الطعامُ على مسغبةٍ، تشتهيه النفسُ لاحقًا. ومن هنا أقول: إن هناك حاجةً ماسةً إلى شيخ حكيمٍ ذي بصر بالأمور حَلَبَ الدهرُ أشطرَه في كل فن ؛ فيُدركُ الصيدلانيُّ مستوى الإحراق على النار عند إنتاج الشراب وصناعة الخمير؛ لئلا يفسد طعمُ الحلوى كذلك لايُدركُ الباطنَ إلا شيخٌ بصيرٌ حكيمٌ سَبَرَ أغوارَه وقاسَ أعماقَه؛ لِيَتَعَرَّفَ خفاياه فيسعى إلى سلِّ السخائم وتنقيته من الرذائل. وفي هذا الشأن قال الشيخ محمد جلال الدين الرومي:
قال را بگزار مرد حال شو
پیش مردے کاملے پامال شو
ويحلو لي في هذا الصدد أن أسْرُدَ كلامًا نفيسًا ممتعا ساقه العلامةُ الكبيرُ والمربي النبيلُ الشيخ أشرف علي التهانوي- رحمه الله- المعروف بحكيم الأمة في الديار الهنديّة ردًّا على سؤالٍ وجَّهه إليه عالمٌ من علماء المسلمين في الهند:
*معنى النهي عن اكثار العبادة*
نعم، قال المحققون بشأن النهي عن الإكثار من العبادة الذي جاء به الحديث: إنَّ المنعَ عن الإكثار من العبادة يعني المنعَ عن تقليل حجم العبادة؛ لأن الإفراط منها يفضي إلى تقليل حجمها انطلاقًا من السآمة والضجر وتكاسل النفس وتثاقل المفاصل رغم أن الإكثار من التعبد أمر مرضي مطلوب لدى الدين الحنيف، و ليس مما يُمْنَعُ عنه. وهذا الأمر يسري في جميع شؤون الحياة، كما نرى بعضَ طلبة العلوم الشرعيّة يعكفون على دراسة الكتب ليلًا ونهارًا فلايلبثون إلا قليلًا مما يؤدي بهم إلى حرمانهم الجزء اللازم من الاستفادة فينبغي أن يكتفوا بالقليل من الكثير واليسير من الكبير. وأذكر مثالًا ضربه لي الشيخ محمد يعقوب رحمه الله أنَّ الصبيان يلعبون بالدوّارة فيرمونها و ينطوي عليها قليلٌ من الخيوط لِيَسْتَرِدُّوْهَا متى شاؤوا. كذلك إذا أُكِلَ الطعامُ على مسغبةٍ، تشتهيه النفسُ لاحقًا. ومن هنا أقول: إن هناك حاجةً ماسةً إلى شيخ حكيمٍ ذي بصر بالأمور حَلَبَ الدهرُ أشطرَه في كل فن ؛ فيُدركُ الصيدلانيُّ مستوى الإحراق على النار عند إنتاج الشراب وصناعة الخمير؛ لئلا يفسد طعمُ الحلوى كذلك لايُدركُ الباطنَ إلا شيخٌ بصيرٌ حكيمٌ سَبَرَ أغوارَه وقاسَ أعماقَه؛ لِيَتَعَرَّفَ خفاياه فيسعى إلى سلِّ السخائم وتنقيته من الرذائل. وفي هذا الشأن قال الشيخ محمد جلال الدين الرومي:
قال را بگزار مرد حال شو
پیش مردے کاملے پامال شو
يعني بذالك : دع عن القيلِ والقالِ واسمُ بنفسك روحيًّا يُحَلِّقُ في السماء، ولن يتسنَّى ذلك لك إلا إذا تواضعتَ لرجلٍ صالحٍ يُزَيُّن قلبَك بالإيمان ويُربِّي نفسَك على القِيَم الطيِّبة والمثل الزكيّة.
وعصارة القول: أن الرواية التي تحوي قصة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله ثابتة في ضوء المبادئ التاريخية كماتناقلها فحولُ رجال الحديث والتاريخ. ولاينفرد الإمام بأعمال الخير والطاعة هذه والسهر طول الليل؛ وإنما شاركه غيرُ واحد من أجلة التابعين. و يَحْسُنُ أن يراد بالعدد كثرتُه لاحقيقتُه فكان يؤدي الإمامُ العبادة من العشاء إلى صلاة الفجر مشفوعًا بحقوق النفس والأسرة. ومن الجور أو العصبية المذهبيّة أن يتخذها الناسُ عشوائيًّا مطيّةً للطعن في مقام إمام الأئمة وسراج الأمة أبي حنيفة النعمان رحمه الله.
فإنه قد سطر لنا المفاخر العظام وخلف لنا النماذج الكرام .رحمة الله عليه والرضوان إلى يوم القيام .والله أعلم بالصواب وعلمه أتم وأكمل.
وأنا أحقر الورى
شكيل منصور القاسمي
٢٣شعبان ١٤٣٩ هجرية
مركز البحوث الإسلامية العالمي
وعصارة القول: أن الرواية التي تحوي قصة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله ثابتة في ضوء المبادئ التاريخية كماتناقلها فحولُ رجال الحديث والتاريخ. ولاينفرد الإمام بأعمال الخير والطاعة هذه والسهر طول الليل؛ وإنما شاركه غيرُ واحد من أجلة التابعين. و يَحْسُنُ أن يراد بالعدد كثرتُه لاحقيقتُه فكان يؤدي الإمامُ العبادة من العشاء إلى صلاة الفجر مشفوعًا بحقوق النفس والأسرة. ومن الجور أو العصبية المذهبيّة أن يتخذها الناسُ عشوائيًّا مطيّةً للطعن في مقام إمام الأئمة وسراج الأمة أبي حنيفة النعمان رحمه الله.
فإنه قد سطر لنا المفاخر العظام وخلف لنا النماذج الكرام .رحمة الله عليه والرضوان إلى يوم القيام .والله أعلم بالصواب وعلمه أتم وأكمل.
وأنا أحقر الورى
شكيل منصور القاسمي
٢٣شعبان ١٤٣٩ هجرية
مركز البحوث الإسلامية العالمي
No comments:
Post a Comment