Monday, 5 February 2018

السفر لزيارة القبر الشريف النبوي

السفر لزيارة القبر الشريف النبوي
إن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم   قربة إلى الله تعالى مطلوب  فعلها بالكتاب والسنة والإجماع والقياس.
أما الكتاب فقوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم جَاءُوْكَ فاسْتَغْفَرُواللهَ واسْتَغْفَرَ لهُم الرَسُوْلُ لَوَجَدُوااللهَ توابًا رَحِيْمًا» (النساء:64) فإنها دالة على الحث على المجيء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى الاستغفار عنده، وهذه رتبة لا تنقطع بموته، وأما السنة  الصحيحة المتفق عليها الأمر بزيارة القبور فكثيرة ، وقبر النبي -صلى الله عليه وسلم- سيد القبور، فكم تكون لها من الفضائل والمزايا ؟  وقد أفرد العلماء الأجلاء بتصانيف مستقلة عديدة وفصول وأبحاث مفردة  في بيان جواز زيارة روضة النبي والسفر لها و استوعبوا ما جاء فيها من الفضا ئل .كمثل "شفاء السقام في زيارة خير الأنام. لتقي الدين السبكي الشافعي.والجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف المكرم .لابن حجر الهيتمي المكي الشافعي وغيرهم.
من أهم الأحاديث الواردة في الجواز:
1....’’عن ابن عمر قال قال رسول اﷲ ا من زار قبری وجبت لہ شفاعتی اخرجہ الدار قطنی والبہیقی في شعب الايمان.٨\٦٩ .  برقم ٣٨٦٢‘‘۔ صححه الحافظ تقي الدين السبكي ووافقه الحافظ السيوطي (  وفاء الوفاء باخبار دارالمصطفی -لسید الشریف نور الدین علی بن شھاب الدین -الباب الثامن فی زیارۃ النبی صلی اﷲعلیہ وسلم -الفصل الاول فی الأحادیث الواردۃ فی الزیارۃ نصا-۲؍۳۹۴- ط: مطبعۃ الاداب بمصر۔) ’’قلت وقولہ  ’’من زار قبری‘‘ عام لکل زائر سواء کان من اھل المدینۃ أو من غیر ھم ولادلیل علی کونہ خاصابمن کان قریبامن المدینۃ أومن أھلھا کما لا یخفی فثبت جواز شد الرحال لزیارۃ قبرہ ‘‘۔
(اعلاء السنن للعلامۃ ظفر احمد العثمانی -ابوب الزیارۃ النبویۃ-زیارۃ قبر النبیاقبل الحج وبعدہ -۱۰؍۴۹۵-ط: ادارۃ القرآن۔)
2.....من زار قبري كنت له شفيعا .السنن الكبرى للبيهقي ٥\٢٢٨ .
3.....عن ابن عمر مرفوعا قال  من جاءنی زائر لایہمہ الازیارتی کان حقا علی أن أکون لہ شفیعا ۔رواہ الطبرانی وصححہ ابن السکن‘‘۔(احیاء علوم الدین للغزالی مع المغنی عن حمل الاسفار فی الاسفار فی تخریج مافی الاحیاء من الأخبار (المعروف
بتخریج العراقی)للعلامۃ زین الدین ابی الفضل عبدالرحیم بن الحسین العراقی (المتوفی: ۸۰۶ھ)- کتاب اسرار الحج -الباب الثانی -الجملۃ العاشرۃفی زیارۃ المدینۃ وآدابھا-۱؍۳۰۶- ط: دار الکتب العلمیۃ ۔
4.....عن ابی عمر قال:قال رسول اﷲ ا من حج البیت ولم یزرنی فقد جفانی‘‘۔(وفاء الوفاء -۲؍۳۹۸۔)
ویقول صاحب اعلاء السنن:
’’قولہ صلی اﷲ علیہ وسلم من حج البیت فلم یزرنی فقد جفانی‘‘ صریح فی جواز شد الرجال بل استحبابہ لاجل زیارۃ قبرہ ‘‘۔ (اعلاء السنن ۱۰؍۴۹۷ )
5....’..من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا. شعب الإيمان للبيهقي ٩٥\٨ برقم ٣٨٦٠
6.....من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي .الطبراني في الكبير ١٢\٤٠٦
7۔۔۔۔ليهبطن عيسى ابن مريم حكما، و إماما مقسطا، و ليسلكن فجا فجا، حاجا أو معتمرا، و ليأتين قبري حتى يسلم علي، و لأردن عليه .
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الرقم: 7723
: صحيح. أخرجه الحاكم ٢\٥٩٥ وصححه  ووافقه الذهبي
وأما الإجماع فقال القاضي عياض - رحمه الله تعالى-: زيارة قبر النبي سنة بين المسلمين "مجتمع عليها" وفضيلة مرغب فيها. وأما القياس فهو ما ثبت من زيارته - صلى الله عليه وسلم- لأهل البقيع وشهداء أحد وإذا استحب زيارة قبور هؤلاء فزيارة قبره -صلى الله عليه وسلم- أولى؛ بماله من حق و وجوب التعظيم. (شفاء السقام، ص:18).
فنظرا الى هذه النصوص الصريحة الصحيحة اتفق علماء الأمة الراسخون والأئمة الهدى المتبوعون على أن الزيارة مندوبة ومستحبة. وذہب بعض المالکیة وبعض الظاہریة إلی أنہا واجبة وقالت الحنیفة: إنہا قریبة من الواجبات، و ذہب ابن تیمیة الحنبلي، إلی أنہا غیر مشروعة  (حاشیة إعلاء السنن: ۱۰/۴۹۹)
ولم یزل دأب المسلمین  القاصدین للحج في جمیع الأزمان علی تباین الدیار و اختلاف المذاہب، الوصول الی المدینة المشرفة لقصد زیارتہ صلی اللہ علیہ وسلم ویُعَدُّ أنَّ ذلک من أفضل الأعمال، و لم ینقل أن أحدا أنکر علیہم ذلک فکان إجماعاً (إعلاء السنن: ۱۰/۴۹۹)
الأحادیث فی ہذا الباب کثیرة، وفضائل الزیارة شہیرة، و من أنکرہا؛ إنما أنکر ما فیہا من بدع نکیرة غالبہا کبیرة․
(مرقاة المفاتیح، رقم الحدیث: ۲۷۵۶، باب حرم المدینہ)
يقول إبن الهمام الحنفي:
والأولی فیما یقع عند العبد الضیعف تجرید النیة لزیارة قبر النبی صلی اللّٰہ علیہ وسلّم و یوافق ظاہر ما ذکرناہ من قولہ علیہ الصلوٰة والسلام، لا تعملہ حاجة الا زیارتی الخ...
(فتح القدیر: ۳/۱۸۰)
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري:
«والأمة مجمعة على زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر، ولا يجوز الإجماع على الخطإ، قال الشيخ خليل في «مناسكه»: ونقل ابن هبيرة في كتاب «اتفاق الأئمة» قال: اتفق مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل – رحمهم الله تعالى – على أن زيارته مستحبة» (ص:132).
فقد قال الحافظ ابن الهمام من الحنفية:
«قال مشائخنا: زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- من أفضل المندوبات» (فتح القدير، 3/179).
     وقال ابن عابدين الشامي:
     وزيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- مندوبة بل قيل: واجبة لمن له سعة (رد المحتار 2/126).
     وقال ابن قدامة الحنبلي:
     يستحب زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي»، ثم ساق رواية العتبي عن الأعرابي الذي أتى قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (المغني 3/588) ومثله في كشاف القناع للبهوتي الحنبلي: قال الذهبي: فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلاً مسلمًا مصلِّيًا فيا طوبىٰ له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذلل والحب، وقد أتىٰ بعبادة زائدة على من صلى عليه في أرضه» (سير أعلام النبلاء 4/484).
     وقال الإمام النووي من الشافعية:
     إنه ينبغي لكل من حج أن يتوجه إلى زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- سواءٌ كان ذلك صوب طريقه أو لم يكن، فإنها من أعظم القربات وأنجح المساعي وأفضل الطلبات؛ وكذلك قال القسطلاني في المواهب اللدنية.
     وأما المالكية فقد قال القاضي عياض اليحصبي المالكي في الشفاء ٢\٨٣ " وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم سنة من سنن المرسلين مجمع عليها مرغب فيها "
     وأما الاستدلال بما روي  عن أبی هریرة رضى الله عنه عن النبی ﷺ قال: ( لا تشد الرحال إلا إلی ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول ﷺ ومسجد الأقصی ))․ رواه البخاري ( رواہ البخاری کتاب فضل الصلاة فی مسجد مکة والمدینة حدیث : ۱۱۸۹)
على منع زيارة النبي صلى الله عليه وسلم فلنبين  حقيقة الاحتجاج به :
" أن الحديث  جاء على الأسلوب المعروف عند اللغويين بأسلوب الاستثناء وهذا يقتضي وجود مستثني ومستثني منه. فالمستثني هو ما كان بعد إلا. والمستثني منه هو ما كان قبلها ولابد من الأمرين إما وجوداً أو تقديراً وهذا مقرر ومعروف في أبسط كتب النحو .
و الحديث  جاء فيه التصريح بذكر المستثني وهو قوله (إلي ثلاثة مساجد) وهو ما بعد (إلا) ولم يأت ذكر المستثني منه وهو ما قبل (إلا) فلابد إذاً من تقديره فإن فرضنا أن المستثني منه (قبر) كان اللفظ المنسوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلى قبر إلا إلى ثلاث مساجد) وهذا السياق  غير لائق وغير منتظم بالبلاغة النبوية فالمستثني غير داخل ضمن المستثني منه – لأن الأصل أن يكون المستثني من جنس المستثني منه .وفي تقدير "قبر " ينتفي هذا الأصل. فلا يطمئن إليه قلب عالم -  فلا تصلح أن تكون  لفظة "قبر "هي المستثني منه
وهذا التقدير مبني على رأي من يستدل بالحديث على منع السفر للزيارة وأنت تري أنه تقديرٌ بارد ممجوج لا يستسيغه من عنده أدني إلمام بالعربية - وهو لا تليق نسبته إلى أفصح من نطق بالضاد صلوات الله وسلامه عليه - فحاشا أن يرضي بمثل هذا الأسلوب الساقط
فلنفرض ثانيا  أنها لفظ (مكان) فيكون السياق المنسوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الفرض (لا تشد الرحال إلى مكان إلا إلى ثلاثة مساجد) ومعني هذا ألا تسافر إلى تجارة أو علم أو خير وهذا ضرب من الهوس ظاهر البطلان . لاقائل به أحد .فلا يصلح أيضا أن يكون هو المستثنى منه.
والوجه الثالث أن يكون تقدير المستثني منه في الحديث بلفظ (مسجـد) فيكون سياق الحديث بلفظ (لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى ثلاثة مساجد)
وفي هذا التقدير ينتظم الكلام ويجري على الأسلوب اللغوي الفصيح  وتشرق فيه روح النبوة ويطمئن القلب النقي إلى نسبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم نجد بحمد الله في السنة النبوية من الروايات المعتبرة ما فيه التصريح بالمستثني منه فمنها: ما أخرجه الإمام أحمد من طريق شهر بن حوشب قال: سمعت أبا سعيد وذُكرت عنده الصلاة في الطور فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ينبغي للمطي أن يشد رحاله إلى مسجد تبتغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي) قال الحافظ ابن حجر: وشهرٌ حسن الحديث وإن كان فيه بعض ضعف[فتح الباري ج3 ص65 ]
وفي لفظ آخر (لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد يبتغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا) قال الحافظ الهيثمي : وفيه شهر فيه كلام وحديثه حسن(مجمع الزوائد ج4 ص3 )
ومنها ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا خاتم الأنبياء ومسجدي أحق المساجد أن يزار وتشد إليه الرواحل: المسجد الحرام ومسجدي صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام) [رواه البزار (مجمع الزوائد ج4 ص3)
فكلامه صلى الله عليه وسلم في المساجد ليبين للأمة أن ما عدا هذه المساجد الثلاثة متساوٍ في الفضل فلا فائدة في التعب بالسفر إلى غيرها أما هي فلها مزيد فضل ولا دخل للمقابر في هذا الحديث فالاستدلال بهذا الحديث على حرمة شد الرحال لزيارة القبر الشريف مردود باطل محجوج .
ونقل عن الحافظ ابن تيمية رحمه الله  انه أنكر مشروعية شد الرحال لزيارة القبر  الشريف ونهى عن السفر مطلقا  .وحمل هذا الحديث على ظاهره .وتابعه في ذالك بعض أتباعه وتلاميذه.
وقد رد وأبطل قول ابن تيمية الحافظ العسقلاني أفشح رد حيث قال :
’’وھی من ابشع المسائل المنقولۃ عن ابن تیمیۃ (رحمہ اﷲ) ‘‘فتح الباري ٣\٦٦)
وأضاف قائلا  :
«فيبطل بذلك قول من منع شد الرحال إلى زيارة القبر الشريف» (فتح الباري 3/33).
ولخص المبحث قائلا :
ان المراد حکم المساجد فقط وانہ لاتشد الرحال الی مسجد من المساجد للصلوٰۃ فیہ غیر ھٰذہ الثلٰثۃ واما القصد غیر المساجد لزیارۃ صالح او قریب او صاحب او طلب علم او تجارۃ او نزھۃ فلا یدخل فی النھی ویؤید ما رواہ احمد من طریق شھر بن حوشب
فتح الباری  3 / صفحہ65
ورد النووي على القاضي عياض والجويني كما في العيني :
’’قال النووی وھوغلط والصحیح عند اصحابنا وھوالذی اختارہ امام الحرمین والمحققون ،انہ لا یحرم ولایکرہ ‘‘۔(    عمدةالقاري شرح صحيح البخاري ٦\٢٧٨)
هكذا رد عليه القسطلاني في إرشاد الساري٢\٣٤٤
وأما القول بأن "کل حدیث یروی فی زیارۃ قبر النبی فانہ ضعیف بل موضوع"(فتاوٰی ابن تیمیہ جلد14صفحہ نمبر14، الکامل فی الضعفاء لابن عدی جلد6 صفحہ351)  فهذا باطل لاأصل له.وقد أسلفت أنفا تحسينات أئمة الجرح والتعديل وتصحيحاتهم الأحاديث الدالة على جواز السفر لزيارة الروضة الشريفة.
’ورحم اﷲ طائفۃ قد اغمضت عیونھا عن کل ذلک وانکرت مشروعیۃ زیارۃ قبرھذا النبی الکریم وحرمت عن مثل ھذا الفضل العظیم وزعمت ان لاینوی الزائر الامسجد النبی ا فقط ولم تدر فضیلۃ المسجد انما ھی لاجل برکۃ النبی ا فجواز نیۃ المسجد یستدعی جوازنیۃ زیارتہ  ‘‘( اعلاء السنن -۱۰؍۵۰۰۔)
فالجمهور من الأئمة الأربعة وسائر العلماء الأبرار قد أجمعوا وتعاملوا على جواز السفر لزيارة قبور الأنبياء أمثال أمام الحرمين والغزالي والسيوطي وابن حجر المكي وابن الهمام والحافظ إبن حجر والنووي والقاضي والعيني و القسطلاني وغيرهم كانوا كيد واحدة في جواز الزيارة .ولا يلتفت إلى عدد قليل شذ من الجماهير من العلماء وتعاملهم و ضيقوا  وحجروا على الأمة الإسلامية بتحريم ما أحل له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الباب .
يقول الشيخ خليل أحمد السهارنفوري:
عندنا و عند مشائخنا زیارة قبر سید المرسلین (روحی فداہ) من أعظم القربات و أہم المثوبات و أنجح لنیل الدرجات بل قریبة من الواجبات، وإن کان حصولہ بشدّ الرحال و بذل المہج و الأموال و ینوی وقت الارتحال زیارة علیہ الف الف تحیة و سلام و ینوی معہا زیارة مسجدہ صلی اللہ علیہ وسلم (والأماكن المقدسة).
(المہند علی المفند: ۲۷)
لايسوغ لأحد أن يجحد جواز ها لاجل كثرةالأحادیث الواردة فی ہذا الباب وشهرةفضائل الزیارة ، و من أنکرہا من بعض العلماء فإنما أنکر ما فیہا من بدع نکیرة غالبہا کبیرة․ وهذا أحسن التوفيق بين الأقوال المتعارضة.
  (مرقاة المفاتیح، رقم الحدیث: ۲۷۵۶، باب حرم المدینہ)

والله تعالى أعلم بالصواب
شكيل منصور القاسمي البهاري
١٨\جمادى الأولى سنة١٤٣٩هجرية .
+5978836887
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
قبر اطہر کی زیارت کی نیت سے سفر مدینہ نہ صرف جائز، بلکہ افضل ترین عبادت ہے
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
چاروں فقہی مذاہب اور جمہور علماء اہل سنت والجماعت کا اجماع ہے کہ حضور صلی اللہ علیہ وسلم کی قبر مبارک کی زیارت کرنا افضل ترین عبادت ہے۔مسجد نبوی اور مدینہ طیبہ کی ساری فضیلت روضہ نبوی ہی کی وجہ سے ہے۔اس لئے جمہور اہل سنت والجماعت کے نزدیک زیارت روضہ پاک کے لئے سفر کرنا مندوب  ومستحب ہے۔بعض مالکیہ اور اصحاب ظواہر کے نزدیک واجب ہے ۔حنفیہ کے یہاں سنت قریب الواجب ہے۔
ہمارے یہاں بہتر یہ ہے کہ سفر مدینہ کے وقت مقامات مقدسہ اور مسجد نبوی کی نیت کرنے کی بجائے خالص قبر شریف کی زیارت کی نیت کرے ۔کیونکہ اس میں تعظیم زیادہ ہے ۔
یہ صرف حنفی یا دیوبندی علماء کا مسلک نہیں ، بلکہ چاروں مسلک : حنفی شافعی ،مالکی اور حنبلی فقہ کی کتابوں میں اس کا جواز مذکور ہے۔
علامہ ابن تیمیہ اور ان کے بعض شاگرد اس مسئلے میں متفرد ہیں۔ان کے یہاں زائر مسجد نبوی کی زیارت کی نیت کرے۔روضہ نبوی کی زیارت کی نیت سے  مستقل سفر مدینہ ان کے یہاں جائز نہیں ہے۔
علامہ ابن تیمیہ اور کچھ مخصوص افراد نے حدیث (( لا تشد الرحال إلا إلی ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول ﷺ ومسجد الأقصی ))․ رواه البخاري ( رواہ البخاری کتاب فضل الصلاة فی مسجد مکة والمدینة حدیث نمبر ۱۱۸۹)
ترجمہ: حضرت ابو ہریرہ رضى الله عنہ نبی اکرم ﷺکا ارشاد نقل کرتے ہیں کہ تین مساجد کے علاوہ رخت سفر نہ باندھا جائے سوائے تین مساجد کے(تین مساجد یہ ہیں):مسجد حرام، مسجد رسول (ﷺ) اور مسجد اقصیٰ۔)
کو ظاہر پہ محمول کرتے ہوئے روضہ رسول کی زیارت کی نیت سے سفر مدینہ کو ناجائز کہا ہے۔جمہور ائمہ حدیث میں سے کسی نے بھی اس حدیث کو اس طرح ظاہر پہ محمول نہیں کیا جسطرح علامہ ابن تیمیہ نے کیا ہے۔
علامہ ابن حجر عسقلانی اور علامہ قسطلانی نے فرماتے ہیں کہ ابن تیمیہ کا یہ قول تمام ہی مسائل میں سب سے نامناسب مسئلہ ہے۔اور جمہور محدثین نے ابن تیمیہ رحمہ اللہ کے اس منفرد قول کی تردید فرمائی ہے۔
کم وبیش سات صحیح وحسن احادیث سے زیارت روضہ نبوی کی نیت سے سفر مدینہ کا جواز ثابت ہوتا ہے ۔جو اوپر عربی کی تحریر میں موجود ہیں ۔
انبیاء چونکہ اپنی قبروں میں زندہ ہوتے ہیں، موت ان کے لیے مُزِیلِ حیات نہیں ہوتی؛ بلکہ ساتر ِحیات ہوتی ہے، سرکار دو عالم صلی اللہ علیہ وسلم بھی اپنی قبر اطہر میں باحیات ہیں؛اس لیے زیارت قبر اطہر کے فضائل بیان کیے گئے ہیں، انہیں روایات کے پیش نظر احناف کے یہاں زیارت روضہ اقدس کا حکم قریب بہ واجب ہے، جمہور کے نزدیک مستحب ہے اور بعض مالکیہ اور بعض ظاہریہ کے نزدیک واجب ہے اور ابن تیمیہ زیارت قبر اطہر کو غیر مشروع کہتے ہیں۔
و قد اختلف فیہا أقوال أہل العلم، فذہب الجمہور إلی أنہا مندوبة وذہب بعض المالکیة وبعض الظاہریة إلی أنہا واجبة وقالت الحنیفة: إنہا قریبة من الواجبات، و ذہب ابن تیمیة الحنبلي، إلی أنہا غیر مشروعة (حاشیة إعلاء السنن: ۱۰/۴۹۹)
ملا علی قاری نے شرح الشفاء میں قاضی عیاض مالکی کے حوالے سے لکھا ہے:
زیارة قبرہ علیہ السلام سنة من سنن المسلمین مجمع علیہا أي مجتمع علی کونہا سنة و فضیلة مرغب فیہا․
یعنی قبر اطہر کی زیارت مسلمانوں کی متفق علیہ سنت ہے اور اس کی ایسی فضیلت ہے جس کی رغبت ہر مسلمان کو کرنی چاہیے (شرح الشفاء: ۲/۱۵۰)
لہٰذا ہر صاحب استطاعت شخص کی یہ خواہش ہونی چاہیے کہ اسے جب بھی موقع ملے گا وہ روضہٴ اقدس کی زیارت کرے گا اور جو لوگ حج کرنے جاتے ہیں، انہیں روضہٴ اقدس کی زیارت بھی کرنی چاہیے، اگرچہ روضہٴ اقدس کی زیارت حج کا کوئی رکن یا جز نہیں ہے؛ لیکن شروع سے امت کا یہ تعامل چلا آرہا ہے کہ خاص کر دور دراز علاقوں کے مسلمان جب حج کو جاتے ہیں تو روضہ پاک کی زیارت اور وہاں درود و سلام کی سعادت ضرور حاصل کرتے ہیں اور کسی سے اس کا انکار منقول نہیں ہے، تو یہ اجماع کے درجہ میں ہے، اعلاء السنن کے حاشیہ میں ہے:
لم یزل دأب المسلمین القاصدین للحج في جمیع الأزمان علی تباین الدیار و اختلاف المذاہب، الوصول الی المدینة المشرفة لقصد زیارتہ صلی اللہ علیہ وسلم ویُعَدُّ أنَّ ذلک من أفضل الأعمال، و لم ینقل أن أحدا أنکر علیہم ذلک فکان إجماعاً (إعلاء السنن: ۱۰/۴۹۹)
اور جن لوگوں نے زیارت قبر اطہر کو ممنوع ومکروہ لکھا ہے ان کے بارے میں ملا علی قاری لکھتے ہیں کہ
الأحادیث فی ہذا الباب کثیرة، وفضائل الزیارة شہیرة، و من أنکرہا؛ إنما أنکر ما فیہا من بدع نکیرة غالبہا کبیرة․
یعنی باب زیارت کی روایات بہت زیادہ ہیں، اس کے فضائل مشہور ہیں اور جس نے بھی اس کا انکار کیا ہے حقیقت میں اس نے ان بدعات و منکرات کا انکار کیا ہے، جن میں سے اکثر گناہ کبیرہ تک پہنچ جاتے ہیں (مرقاة المفاتیح، رقم الحدیث: ۲۷۵۶، باب حرم المدینہ)
اس وجہ سے صاحب اعلا ء السنن پر شکوہ انداز میں رقمطراز ہیں:
’’ورحم اﷲ طائفۃ قد اغمضت عیونھا عن کل ذلک وانکرت مشروعیۃ زیارۃ قبرھذا النبی الکریم وحرمت عن مثل ھذا الفضل العظیم وزعمت ان لاینوی الزائر الامسجد النبی ا فقط ولم تدر فضیلۃ المسجد انما ھی لاجل برکۃ النبی ا فجواز نیۃ المسجد یستدعی جوازنیۃ زیارتہ  ‘‘۔  اعلاء اسنن۱۰؍۴۹۷
ترجمہ: ’’اﷲ اس گروہ پر رحم فرمائے ،جس نے ان تمام (روضئہ اطہر کی زیارت میں وارد شدہ ) احادیث سے چشم پوشی کی ،اور اس کی زیارت کی مشروعیت ہی سے انکار کر بیٹھے ،اور اس عظیم فضیلت ومنفعت سے ہاتھ دھو بیٹھے ،اور سوچ رکھا کہ زائر صرف اور صرف مسجد نبوی علی صاحبہ الصلوۃ والسلام کی زیارت کی نیت کرے ،اور وہ اس بات سے بے خبر رہا کہ مذکورہ مسجد نبوی کو جو شرف اور فضیلت حاصل ہے، وہ آپ ﷺ ہی کی وجہ سے تو ہے ،لہذا مسجد نبوی کی زیارت کے لئے نیت سفر کرنے کا جواز اس بات کا تقاضا کرتاہے کہ روضئہ مبارک کی زیارت کی غرض سے سفر کرنا اور اس کی نیت کرنا جائز ہو‘‘۔
علامہ قسطلانی اپنی کتاب’’مواھب اللدینیہ ‘‘میں فرماتے ہیں:
’’وامن اعتقد غیر ھذا فقد انخلع من ربقۃ الاسلام وخالف اﷲ ورسولہ ا وجماعۃ العلماء الاعلام ،وقد اطلق بعض المالکیۃ انھا واجبۃ وقال القاضی عیاض انھا سنۃ من سنن المسلمین مجمع علیھاوفضیلۃ مرغب
فیھا‘‘۔( المواھب اللدنیہ المقصد العاشر 403۔404 /3)
ترجمہ:’’یعنی جس کسی نے بیان کردہ کے علاوہ اورعقیدہ رکھا تو وہ اسلام کی رسی سے نکل گیا،اور اس نے اﷲ اور اس کے ر سول ا اور تمام اکابرین امت اور کبار اسلاف کی مخالفت کی۔اور بعض مالکیہ کے نزدیک روضئہ اطہر کی زیارت واجب ہے ،اور قاضی عیاض مالکی کے نزدیک یہ مسلمانوں کی چند ان سنتوں میںسے ایک ہے جس پرامت کا اجماع ہے اور ایک مرغوب فضیلت ہے‘‘۔
جلیل القدر عالم دین، ممتاز محدث وفقیہ حضرت مولاناخلیل احمد صاحب انبھیٹوی ثم المدنی رحمہ اﷲ تحریر فرماتے ہیں کہ ’’ ہمارے نزدیک اور ہمارے مشائخ کے نزدیک زیارت قبر سید المرسلین (ہماری جان آپ صلی اللہ تعالٰی علیہ و سلم پر قربان) اعلیٰ درجہ کی قرابت اور نہایت ثواب اور سبب حصول درجات ہے بلکہ واجب کے قریب ہے ’’عند نا وعند مشائخنا زیارۃ قبر سید المرسلین (روحی فداہ) من اعظم القربات واھم المندوبات وانحج لنیل الدرجات بل قریبۃ من الواجبات‘‘ اور آگے چل کر فرماتے ہیں وینوی وقت الارتحال زیارتہ علیہ الف الف تحیۃ وسلام وینوی معھار زیارۃ مسجدہ ﷺوغیرہ من البقاع والشاھد الشریفۃ بل الا ولی ما قال العلامۃ الھمام بن الھمام ان یجرد النیۃ لزیارۃ قبرہ علیہ الصلوٰۃ والسلام ثم یحصل لہ اذا قدم زیارۃ المسجد لان فی ذلک زیارۃ تعظیمہ واجلالہ ﷺ ویو ا فقہ قولہ ﷺمن جاء نی زائر اً لا تحملہ حاجب الا زیارتی کان حقا علی ان اکون شفیعاً لہ یوم القیامۃ ۔(ترجمہ) اور سفر کے وقت آنحضرت 
صلی اللہ علیہ و سل  کی زیارت کی نیت کرے اور ساتھ میں مسجد نبوی ؒ او دیگر مقامات و زیارت گا ہائے متبرکہ کی بھی نیت کرے بلکہ بہتر وہ ہے جو علامہ ابن ھمام نے فرمایا کہ خالص قبر شریف کی زیارت کی نیت کرے جب وہاں حاضر ہوگا تو مسجد نبویﷺکی بھی زیارت حاصل ہوجائے گی۔ اس صورت میں جناب رسالت مآب صلی اللہ علیہ و سلم کی تعظیم زیادہ ہے اور ا س کی موافقت خود حضرت کے ارشاد سے ہورہی ہے کہ جو میری زیارت کو آیا کہ میری زیارت کے سوا کوئی حاجت اس کو نہ لائی ہو تو مجھ پر حق ہے کہ قیامت کے د ن اس کا شفیع بنوں.‘‘ (التصدیقات ص۵)
حضرت مولانا رشید احمد گنگوہی رحمہ اللہ روضۂ پاک کی زیارت کے فضائل بیان کرنے کے بعد ہدایت فرماتے ہیں کہ:
’’جب مدینہ کا عزم ہوتو بہتر یہ ہے کہ روضہ ٔ اطہر صلی اللہ علیہ و سلم کی زیارت کی نیت کرکے جائے۔ (زبدۃ المناسک ’’جدید‘‘ ص ۱۱۳)
اور شیخ الا سلام حضرت مولانا حسین احمد مدنی رحمہ اللہ فرماتے ہیں کہ:
’’مدینہ منور ہ کی حاضری محض سرور کائنات علیہ السلام کی زیارت اور آپ کے توسل کی غرض سے ہونی چاہئے … اسی وجہ سے میرے نزدیک بہتر یہی ہے کہ حج سے پہلے مدینہ منورہ جانا چاہے اور آنحضرت صلی اللہ علیہ و سلم کے توسل سے نعمت قبولیت حج وعمرہ کے حصول کی کوشش کرنی چاہئے، مسجد کی نیت خواہ وہ تبعاً کر لی جائے مگر اولی یہی ہے کہ صرف جناب رسول اللہ صلی اللہ علیہ و سلم کی زیارت کی جائے تاکہ لا تحملہ الا زیارتی والی روایت پر عمل ہوجائے۔
مکتوب نمبر ۴۵ مکتوبات شیخ الا سلام (صفحہ ۱۲۹۔۱۳۰ ج۱)
دلائل وحوالجات اوپر کی عربی تحریر میں موجود ہیں ۔
فقط۔ واللہ اعلم بالصواب
شکیل منصور القاسمی

No comments:

Post a Comment